لا يغيب عنا تأثير الانفتاح العالمي على الأفراد، والشعوب ما يبرز أهمية الهوية الوطنية لكل دولة حتى تحافظ على مكتسباتها وتاريخها، وتراثها، وتنقله إلى أجيالها جيلاً بعد جيل.
وكذلك أصبحت الحاجة ملحة إلى تحقيق المواطَنة الصالحة التي تحقق التعاون المشترك وحسن المعاملة، وتبادل الثقافات، والخبرات دون تأثير على الهوية، في ظل ما يهددها من الأخطار.
لذا فإن للهوية الوطنية أهميتها في ظل الأزمات والتي تتوافق مع المواطنة الصالحة التي تشتركان في تحمل المسؤولية وصنع مستقبل مشرق يتغلب على التحديات، كيف لا وأن الهوية الوطنية هي تشير إلى مشاعر الحب، والولاء التي تكمن في الانتماء للوطن، حب للبلد، وللأرض، وللشعب، وفخر بالتراث، والحضارة، وتتجلى مظاهرها في الالتزام بالحقوق، والواجبات، واحترام القوانين السائدة في الوطن، والتوحد معه، والعمل على حمايته، والدفاع عنه وقت الأزمات بكل غال، ونفيس، حرصاً على تماسكه، ووحدته، واستمرارية بقائه، وسلامته، وعملا على نمائه، وتقدمه.
أما عن تحقيق تلك الصفات في الهوية الوطنية فتتجلى عبر عناصرها التي تحقق المصلحة الوطنية والمحافظة على مكتسبات الوطن واستقراره، إذ أن مشاعر الحب، والولاء التي تكمن في الانتماء للوطن هي الركيزة الأولى التي تضع الفرد والمجتمع في باب المسؤولية بالولاء والانتماء للوطن والحفاظ عليه وتحقيق المسؤولية الذاتية التي فيها من تنفيذ توجيهات الدولة والالتزام التام بما يحفظ الوطن كون الانتماء له جزء لا يتجزأ من المحافظة عليه وعلى مكتسباته.
وحب للبلد، وللأرض، وللشعب تحقق مفهوم المواطنة الصالحة التي يشترك فيها المواطنون والمقيمون على حد سواء في المسؤولية، والتكاتف هنا ينبع عن حب للبد والأرض وتعايش وتسامح بين الشعب على اختلاف أطيافه ما يحقق الالتزام بالإجراءات الاحترازية والتزام الأفراد والمجتمعات خلال الأزمات بما يضمن مصلحة الجميع لأن الجميع هنا يشترك في المصلحة والمسؤولية وبضرر أحد أفراد هذا المجتمع سيتضرر المجتمع بأكمله ليحقق هذا المفهوم ومنافعه.
أما عن مظاهر الهوية الوطنية فتتجلى في الالتزام بالحقوق، والواجبات التي هي أساس الالتزام وقت الأزمات وبهذا المظهر سنرى التماسك والتكاتف بين افراد المجتمع الذي لديه الوعي التام بحقوقه وواجباته وسيضعها في تعاملاته التي ستحدد مسار تلك الشخصية المتزنة والمحافظة على حقوق الآخرين.
والمظاهر الأخرى في الهوية الوطنية هي احترام القوانين السائدة في الوطن، وبهذا الاحترام تتحقق المصلحة الوطنية التي فيها نشر لمبدأ الأمن والأمان إذ أن الأفراد سيعلمون على حماية القانون فيها ويدافعون عنه وقت الأزمات بكل غال، ونفيس، ما يثمر في النتيجة بتحقيق التماسك والوحدة واستمرارية منظومة القوانين والتشريعات التي تحفظ الحقوق والواجبات وتكون سبباً في تطوير تلك القوانين والتقدم فيها بما يساهم في التغلب على الأزمات والمحافظة على قوة الوطن وتماسكه.
لذا نرى في وقت الأزمات أهمية الهوية الوطنية والانتماء في تحقيق مفهوم المواطنة الصالحة التي تضع المسؤولية في أولى الاعتبارات ليساهم الأفراد والمجتمعات في مواجهة أي أزمة تمر بالوطن لتكون طريقاً للنجاح والسعادة والاستقرار